ليلة انهيار الشيوعية. من سلسلة المذاهب الفكرية الهدامة في الميزان. الحلق...

الشيوعية

                                        

الشيوعية مذهب مادي في نشأته , وفكري يقوم على الالحاد في منهجه وفلسفته, يفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعالم الاقتصادي,بزغ فجرها على يد كارل ماركس و فردريك انجلز في المانيا, وتجسدت في الثورة البلشفية التي ضربت روسيا سنة 1917 م بتخطيط من اليهود,كما انتشرت في باقي الدو المجاورة بالحديد و النار ومحيت بسببها شعوبٌ من التاريخ. لكنها أصبحت اليومَ في متحف النسيان بعدما تفكك الاتحاد السوفيتي و تجزأ الى دول مستقلة ,رافضة لها باعتبارها نظرية بعيدة وغير قابلة للتطبيق.

التأسيس و الأعلام:

 تأسست الشيوعية ووضعت اسسها الفكرية ومعتقداتها النظرية على يد كارل ماركس اليهودي الألمانيا الذي ولد سنة 1818م و توفي 1883م وهو شخص حاقد على البشرية مادي النزعة من مؤلفاته: البيان الشيوعي الذي صدر عام 1846م و رأس المال سنة 1867م . وهو حفيد الحاخام اليهودي الشهير مردخاي ماركس.

وساعده في التنظير لهذا المذهب ونشره صديقه الحميم فردريك انجلز 1820م وت 1895م الذي ظل ينفق عليه حتى مات, ومن مؤلفاته: أصل الاسرة, الثنائية في الطبيعة, الاشتراكية الخرافية والاشتراكية العلمية.

لينين: واسمه فلاديمير اليتش بوليانوف ولد سنة1870م وتوفي 1924م , وهو الذي قاد زعامة الثورة البلشفية الدامية في روسيا سنة 1917, وديكتاتورها المستبد الحاقد على البشرية, وتقول بعض المصادر انه يهودي الاصل ثم تسمى باسمه الروي مثله مثل تروتسكي. وهو الذي استطاع وضع الماركسية حيز التنفيد.

ستالين: وهو جوزيف فاديونوفيتش جوغا شيفلي ولد سنة 1879 وتوفي 1954م  واشتهر بالجبروت والطغيان والديكتاتورية, ويعتمد على الاغتيال و النفي في تصفية خصومه, حتى زوجته لم تسلم منه, فقد ناقشته مرة فقتلها.

تروتسكي: ولد سنه 1879 و اغتيل عام 1940 بمكيدة من ستالين, وهو يهودي الاصل و اسمه الحقيقي روشتاين و كانت له مكان داخل الحزب  الشيوعي وأسندت اليه عدة مهام كبرى لكن تم فصله  بتهمة العمل ضد الحزب, فتم تدبير اغتياله و الخلاص منه نهائيا.

الافكار والمعتقدات:

تنكر الماركسية وجود الله وكل الغيبيات, وتقول بأن المادة هي أساس كل شيء, شعارهم: نؤمن بماركس ولينين وستالين, ونكفر بالله والدين والملكية الخاصة.

فسروا التاريخ بالصراع بين البورجوازية و البروليتاريا, وينتهي حسب زعمهم بديكتاتورية البروليتاريا.

يحاربون الأديان و يتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب, ولهم المقولة الشهيرة: الدين افيون الشعوب, ويعتبرونه خادما للرأسمالية الامبيريالية, مستثنين من ذلك كله اليهودية لأن اليهود حسب زعمهم شعب مظلوم يحتاج الى دينه لستعيد حقوقه المغتصبة.

يقولون بشيوعية الأموال والغاء الوراثة ويحاربون الملكية الفردية. وتتركز جل اهتماماتهمفي كل ما يتعلق بالمادة و اساليب الاتناج.

كل تغيير في العالم حسب زعمهم انما هو ضريبةٌ لتغير الانتاج.

ويقولون كذلك بنسبية الاخلاق لأنها الة الانتاج.

الغاية عندهم تبرر الوسيلة, ولا غاية ولا مجال لاعمال الفكر.

يقولون بديكتاتورية البروليتاريا ويؤمنون بالصراع و العنف ويسعون لاثارة الحقد بين العمال واصحاب الاعمال.

الدولة عندهم هو الحزب, والحزب هو الدولة.

تنكر الماركسية الروابط الاسرية ويرون فيها دعامة المجتمع البورجوازي وبالتالي لابد ان تحل محلها الفوضى الجنسية.

لا تتنزه الشيوعية عن اي عمل مهما كانت بشاعته في سبيل غايتها للسيطرة على العالم. يقول لينين: إن هلاك ثلاثة ارباع العالم ليس بشيء, انما الشيء المهم هو ان يصبح الربع الباقي شيوعيا. و قد طبقوا هذه القاعدة في روسيا ايام الثورة و بعدها و في الصين و في افغانستان , وبسببهم ابيدت ملايين البشر.

كما توسعوا على حساب المسلمين و احتلوا بخارى و سرمقند و بلاد الشيشان و الشركس و افنوا شعوبهم و سرقوا ثرواتهم و اعتداو على دينهم و مقدساتهم.

الجذور الفكرية للشيوعية:

لم تستطع الشيوعية اخفاء تواطئها مع اليهود وعملها لتحقيق اهدافهم فقد صدر منذ الاسبوع الاول للثورة قرار بحق اليهود يقول: يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه القانون. الاعتراف بحق اليهود في انشاء وطن قومي في فلسطين.

كما صرح كارل ماركس باتصاله بفيلسوف الصهيونية موشيه هيس استاذ هرتزل الزعيم الصهيوني الشهير من اجل وضعا الاسس النظرية.

وتمت الاشارة الى ان جد ماركس هو الحاخام اليهودي المشهور بين اليهود مرخاي ماركس.

تأثرت الماركسية بعدة مذاهب ونظريات الحادية ك:

مدرسة هيجل العقلية.

مدرس كونط الحسية.

مدرسة فيورباخ في الفلسفة الانسانية الطبيعية.

مدرسة باكونيت صاحب المذهب الفوضوي المتخبط.

الانتشار و مواقع النفود.

تحكمت الشيوعية و تمكنت من  بسط نفوذها على العديد من الدول منها الاتحاد السوفيتي الصين, تشيكوسلوفاكيا ,المجر, بلغاريا, بولندا, ألمانيا, رومانيا, يوغوسلافيا, ألبانيا, كوبا, الفيتنام.

دخلت الشيوعية لهذه الدول بالحديد و النار والتسلط الاستعماري مما جعل شعوب هذه الدول تتململ بعدما عرفت الشيوعية على حقيقتها, وانها ليست الفردوس الذي صور لهم. مما جعل هذه الشعوب تدخل في ثورات ونتفاضات معارضة للوضع كما حدث في بولندا و المجر و تشيكوسلوفاكيا.

دخل الشيوعية للعالم الاسلامي و استفادت من جهل بعض الحكام وحرصهم على تدعيم كراسيهم ولو على حساب الدين, اذ اكتسحت افغانستان وشردت شعبها كما تحكمت في بعض الدول الاخرى بواسطة العمالة.

كما اسست

احزابا لها في كل الدول العربية و الاسلامية تقريبا كما في مصر و سورية ولبنان وفلسطين والاردن وتونس وغيرها.

لقد عملت الشيوعية وسعت لتحقيق حلمها الاممي المبشر بالحكومة العالمية بكل ما اتيت من سلطة وقوة , إلا أن ذلك لم يكن لها ودخلت هي الاخرى كغيرها من المذاهب الهدامة في مزبلة التاريخ.

انهيار الشيوعية الماركسية:

انهارت الشيوعية في معاقلها بعد قرابة السبعين عام من قيامها وبعد اربعين عام من تطبيق افكارها في اوربا الشرقية, حيث اعلن كبار المسؤولين في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أن الشيوعية لم تعد قادرة على مجاراة التغيرات الحضارية ولم تعد صالحة للبقاء, وليست بمقدورها مواجهة متطلبات العصر, وبهذا تراجع دعاة الشيوعية عن التبشير بها .

وقد تأكد للجميع بعد تطبيقها  طوال هذه الفترة ان الماركسية تمنع الملكية الفردية وتحاربها وتلغي الارث, وهذا مخالف للفطر وطائع الاشياء , ولا تعطي الحرية للفرد في العمل ولا نتاج العمل, ولاتقيم العدالة الاجتماعية, والشيوعي يعمل لتحقيق مصلحته ولو هدم مصالح الاخرين وينحصر خوفه في حدود رقابة القانون.

بعد هذا اقتنع الجميع بأن الشيوعية فاسدة يستحيل تطبيقها اذ تحمل في ذاتها بذور فنائها.

ومن اكبر ناقدي الماركسية من الماركسيين انفسهم الفيلسوف الامريكي اريخ مزوم في كتابه المجتمع السليم, ومن غير الماركسيين كارل بوبر صاحب كتاب المجتمع المفتوح

كما فضح غورباتشوف في كتابه البروستريكا أو اعادة البناء عيوب تطبيق الشيوعية في الاتحاد السوفيتي.

وبعد انهيار الشيوعية تبين انها لم تفلح في القضاء على القوميات المتنافرة بل زادتها اشتعالا مستخدمة سياسة الظلم و الاستبداد و القمع و القتل, وحولت اتباعها الى قطيع من البشر.

هكذا اذن باءت جميع تصورات كارل ماكس بالفشل و اصبحت نظريته مجرد اثر في تاريخ المذاهب الهدامة  و اصبح اسم الاتحاد السوفيتي في مزبلة التاريخ .

ومن كل ما سبق يتضح ان الشيوعية مذهب الحادي يعتبر ان الانسان جاء الى هذه الحياة بمحض الصدفة و ليس لغاية, و بذلك تصبح الحياة عبثا لا طائل تحته, ولا يمكن ان يجتمع الاسلام والشيوعية في قلب رجل, لأنهما متناقضان في العقيدة والفكر والمنهج و السلوك.